عاجل

عن حلب التي تحترق بقلم أحمد عاطف

عن حلب التي تحترق …!

الله ليس منحازا لأحد ..
الله ليس سنيا ولا شيعيا ولا علويا ولا إخوانيا ولا سلفيا …
الله لا ينتمي لطائفة ، وليس ملكا لطائفة …
حتى أن الله ليس ملكا للمسلمين في مقابلة المسيحيين ، والعكس …
الله ليس مؤيدا لبشار ولا معارضا له …!

فإذا كنا نحن طائفيين عنصريين منحازين ، فهل نحن مع الله ..؟!!!
يؤلمنا القتل الذي يُنسب لبشار ، بينما نفرح بمعارضيه القتلة ..!!

كنتم تستنصرون الله للدواعش القتلة ، واليوم تستنصرونه على بشار القاتل … وأود أن أنبهكم أن الله منزه عن هذا العبث ..!!

المفترض أنكم عبيد الله ، فكيف استعبدتم الله ..؟؟!!!!
الله ليس موظفا عندكم تدعونه في الوقت الذي تريدون على الشخص الذي تريدون كيفما اتفقت أهواؤكم …!!!

الله منزه عن هذا العبث ..!

الله هو الحق .. هوالعدل …

الله ينصر القيم ، وينصر الذين ينتصرون للقيم ، لكنه لا ينصر الطوائف ، ولا يبالي بطائفيتهم ، إنما يكلهم إلى أنفسهم وإلى ما بأيديهم من أسباب القوة …
الله لا يرفع فسادا ظهر بما كسبت أيدي الناس وما زالت ..!!!

لا يعنيني هنا ما إذا كانت الأخبار صادقة أم كاذبة ، ما إذا كان بشار هو الذي يحرق حلب أم تحرقها المعارضة .. فقد احترقت سوريا كلها من قبل .. ، والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان …
إنما أتحدث عن أمة زرعت الطائفية والكراهية والبغضاء ، ثم هي تنتظر رحمة الله …!!!

ثم هي في تمضي في حماقتها منذ عقود تستنصر الله دون أن تنتبه أن الله لا يرضى عن دعائها أصلا ، وأن الله منزه عن هذا العبث الذي تدَّعي أنها تتقرب به إلى الله …!

هذه أمة تستحق مصيرها التي صارت إليه ، وماذا عسى الله أن يفعل ، وماذا تنتظرون من الله ..!!؟
وماذا يمكن أن يفعل الله لنا أكثر من أنه منحنا عقولا كسائر الأمم ..!!!؟؟؟؟

هل تنتظرون أن يغير الله خطته في خلقه ، فيسلب الإنسان عقله وإرادته وقدرته على الاختيار ، ليجعله مخلوقا مسيرا كما خلق الملائكة .. أو كما خلق الكواكب والشمس والقمر .!!؟

كان أولى بمجلس حكماء المسلمين أن يوقظ الضمير الإنساني هنا في المنطقة العربية بدلا من أن يخاطب الضمير العالمي لإنقاذ أبرياء حلب …

كان أولى بمجلس حكماء المسلمين وقد قرأ حديث رئيس وزراء قطر ، أن يخاطب الضمير القطري والسعودي والتركي أصحاب “الطبخة” في سوريا ، خاصة وأنه ضمير مسلم يسوق صاحبه إلى الجنة ، بدلا من أن يخاطب الضمير العالمي الكافر الذي يسوق أصحابه إلى جهنم ..

لا أفهم كيف يكرر شيوخ المسلمين على مسامعنا أننا خير أمة وأننا أصحاب الجنة وأننا إلى الله أقرب ، ثم هم في كل مشكلاتنا يستجدون عطف الذين كفروا بالله ..!!!

كان أولى بمجلس حكماء المسلمين ـ وهو حكيم ـ أن يصحح مسار العقل العربي ، وأن ينقذه من وهدة الطائفية التي ألقاه فيها شيوخ الطوائف ، أولئك الذين أوقدوا نار الحرب في كل بلاد العرب والمسلمين حتى ينعم اليهود بالأمان في فلسطين …!

كان أولى بمجلس حكماء المسلمين أن يُعلم الناس أن الله ليس قاتلا … لا ترضيه قطرة دم من هنا أو هناك … وأن الذين يَقتلون العُزل والأبرياء في سبيل الإسلام أو في سبيل الوطن إنما يكذبون على الله وعلى الناس …

كان أولى بمجلس الحكماء أن يعلم الأمة أنها حين تنتصر للقيم لا للأشخاص …
حين تنصر الإنسان لمجرد كونه إنسانا ، بغض النظر عن دينه ومذهبه وجنسه ولونه وقبيلته … حين يكون الإنسان فيها مُكرما لأن الله خلقه مكرما حتى وإن كان لا يؤمن بالله …
حينئذ تكون هذه الأمة مع الله …
حينئذ تتداركها رحمات الله ونصره وتمكينه وتَفيء عليها نعمتُه ، دون أن تتحمل مشقة الدعاء …!!!

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »